top of page
بحث

ما نوع "العمل التطوعي ذو المعنى" الذي تركز عليه الجامعات؟

ree

في نظام التعليم في أمريكا الشمالية، يحمل العمل التطوعي معنى يتجاوز مجرد "فعل الخير". فجامعات الولايات المتحدة وكندا لا تقيّم التحصيل الأكاديمي فقط، بل تنظر أيضاً إلى شخصية الطالب، وروح المسؤولية الاجتماعية لديه، وقدرته على الاندماج في المجتمع. ولذلك يصبح العمل التطوعي نافذة ترى من خلالها الجامعات الطالب، كما يمنح الطالب فرصة لعرض مراحل نموه الشخصي.


ومع ذلك، يتعامل العديد من الطلاب مع العمل التطوعي كـ"متطلب للقبول"، فيكتفون بالمشاركة الشكلية لتعبئة الساعات اللازمة. فمثلاً، يقفون لساعات كمرشدين في فعالية محلية، أو يشاركون في حملة تنظيف فقط لالتقاط صورة تُثبت المشاركة. مثل هذه الأنشطة تحقق "عدد الساعات"، لكنها لا تحقق "المعنى".


فما نوع العمل التطوعي الذي يجذب انتباه الجامعات حقاً؟


أولاً: الاستمرارية والصدق.

إذا كان الطالب مهتماً بالمجال الطبي، فمن الأفضل أن يتطوع بانتظام في المستشفيات أو دور رعاية المسنين. وإن كان مهتماً بالبيئة، فإن المشاركة الطويلة الأمد مع الجمعيات البيئية أو الخيرية تكون أكثر إقناعاً. الجامعات لا تنظر إلى عدد مرات التطوع بقدر ما تهتم بعمقه. فالالتزام بمؤسسة واحدة لمدة تتجاوز ستة أشهر يترك أثراً أقوى من مشاركات متفرقة.


ثانياً: التطوع الذي يُظهر القيادة والتأثير.

إن تجاوز دور "المشارك" إلى تحسين العمل أو قيادة الآخرين يدل على شخصية قيادية. فمثلاً، في برنامج لتدريس اللغة الإنجليزية للأطفال، الطالب الذي يشارك في إعداد البرنامج أو تدريب المتطوعين الجدد يحصل على تقييم أعلى.


ثالثاً: التطوع الذي يُبرز الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والمبادرة الذاتية.

مثل دعم المشردين، أو حملات حماية البيئة، أو مشاريع التوعية بالصحة النفسية — فهذه الأنشطة تتجاوز تقديم المساعدة المباشرة لتصبح عملاً ذا قيمة اجتماعية. وفي كندا والولايات المتحدة، تحظى قضايا الفئات الضعيفة، والتنوع، والاستدامة باهتمام كبير، لذا فإن التطوع في هذه المجالات يظهر اتساع أفق الطالب وقدرته على التعاطف.


كيف يمكن للطلاب العثور على فرص تطوع مناسبة لهم؟


المراكز المجتمعية والمدارس والمنظمات غير الربحية والمؤسسات الدينية جميعها أماكن تستقبل المتطوعين الشباب. كما تتيح المنصات الإلكترونية مثل Volunteer Canada وGoVolunteer وJustServe البحث بسهولة عن الفرص حسب المنطقة. ومن الأفضل اختيار أنشطة مرتبطة باهتمامات الطالب. فمن يهتم بالبيئة يمكنه المشاركة في حملات التنظيف أو زراعة الأشجار أو إعادة التدوير، ومن يهتم بالصحة يمكنه التطوع في المستشفيات والعيادات ودور الرعاية. الأهم هو اختيار نشاط يشعر الطالب بأنه قادر على الاستمرار فيه بصدق.


ليس من الضروري أن تكون الدوافع الأولى للتطوع عظيمة. ما يهم هو الرغبة الحقيقية في مساعدة الآخرين، وتجربة هذا الشعور بشكل عملي. فالعمل التطوعي الصادق يغير الطالب نفسه؛ إذ تمنحه التجارب الإنسانية والمشاعر والامتنان والمسؤولية دروساً لا يتعلمها في الصف. وكثير من الطلاب يقولون: "أدركت من خلال التطوع أنني قادر على التأثير حتى من خلال الأشياء الصغيرة".


أما التطوع بغرض تعبئة الساعات فقط فقد يشكل خطراً. فالجامعات تكتشف عدم صدق هذه المشاركات بسهولة من خلال التقارير أو المقالات المرفقة مع طلب القبول. وإذا لم يستطع الطالب الإجابة بصدق عن سؤال: "ماذا تعلمت من تجربتك؟"، تصبح التجربة مجرد وقت ضائع.


التطوع الحقيقي هو مساعدة الآخرين أثناء تطوير الذات في الوقت نفسه. فقد تكون المساعدة صغيرة لشخص ما، لكنها تحمل درساً عظيماً للطالب. وعندما يُمارس التطوع بنية صادقة، لا ترى الجامعات "قائمة أنشطة"، بل ترى "عمقاً إنسانياً".


في النهاية، العمل التطوعي ليس مجرد قائمة للقبول الجامعي، بل هو وسيلة لفهم العالم وتوسيع حدود الذات. ومع اتساع رؤية الطالب من خلال التجارب التطوعية، ينمو ليصبح القائد الذي تبحث عنه الجامعات. لا بأس أن يبدأ التطوع بسبب القبول الجامعي، لكن عندما تكون النية صادقة، يصبح أثره أكبر بكثير من مجرد دخول الجامعة — بل يمتد ليشكل نمواً حقيقياً في الحياة.


وهذا هو السبب الحقيقي وراء اهتمام الجامعات في أمريكا الشمالية بالعمل التطوعي.such importance on volunteer experience.

 
 
 

تعليقات


Thanks for submitting!

مدارس على الهواء مباشرة

  • Instagram
  • YouTube
  • Facebook
  • TikTok
bottom of page