حقائق حول الحد الأقصى للطلاب الدوليين في كندا - عجز قدره 50 مليون دولار في كلية موهوك
- News Editor
- 12 أغسطس
- 3 دقيقة قراءة

لطالما شكّل الطلاب الدوليون في كندا مصدر دخل أساسي للمؤسسات التعليمية، إذ غالبًا ما تتجاوز رسومهم الدراسية رسوم الطلاب المحليين بخمسة إلى ستة أضعاف. إلا أن السياسات الحكومية الأخيرة الهادفة إلى الحد من عدد الطلاب الدوليين لحماية فرص السكن والتعليم للمقيمين المحليين أدت إلى عواقب غير متوقعة على المؤسسات التعليمية الكندية والاقتصادات المحلية.
الأزمة المالية الناجمة عن انخفاض أعداد الطلاب الدوليين
وفقًا لبيان صادر عن ستيف أورسيني، الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس جامعات أونتاريو، والصادر في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، فإن التغييرات في سياسة تأشيرات الطلاب الدوليين في كندا قد تسببت في توقع جامعات أونتاريو خسارة تزيد عن 300 مليون دولار أمريكي في العام الدراسي 2024-2025. وإذا استمر هذا التوجه، فقد تتجاوز الخسائر 600 مليون دولار أمريكي في العام التالي، مما يؤدي إلى عجز إجمالي يقارب مليار دولار أمريكي على مدار عامين. وقد يكون لهذا عواقب وخيمة ليس فقط على الجامعات، بل أيضًا على الاقتصادات المحلية وفرص العمل.
على سبيل المثال، تفرض كلية موهوك في أونتاريو، حيث تبلغ رسوم الدراسة للطلاب المحليين حوالي 2,708 دولارات أمريكية سنويًا، رسومًا على الطلاب الدوليين قدرها 14,817 دولارًا أمريكيًا، أي بفارق خمسة أضعاف ونصف. ونظرًا لانخفاض أعداد الطلاب الدوليين المسجلين، تتوقع كلية موهوك عجزًا قدره 50 مليون دولار أمريكي العام المقبل، وتدرس اتخاذ إجراءات جذرية، مثل تسريح الموظفين. ومع انخفاض أعداد الطلاب الدوليين، تتناقص الإيرادات، مما يُصعّب تغطية التكاليف التشغيلية. ويُصبح هذا الوضع عبئًا كبيرًا على العديد من المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء كندا. ومع انخفاض عدد الطلاب الدوليين، قد تُضطر المؤسسات إلى تقليص برامجها، وتقليص أعداد الموظفين، والتنازل عن جودة الخدمات.
التأثير المتتالي لتراجع أعداد الطلاب الدوليين
يُساهم الطلاب الدوليون بأكثر من مجرد الرسوم الدراسية، إذ يُؤثرون إيجابًا على الاقتصاد الكندي، مُحفِّزين أسواق العمل والنشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات. فبالإضافة إلى الرسوم الدراسية، يُنفق الطلاب الدوليون أموالهم على نفقات المعيشة والطعام والسكن، مما يُعزز بدوره الشركات المحلية. في المناطق التي تضم أعدادًا كبيرة من الطلاب الدوليين، تتقلب إيجارات الشقق تبعًا لعدد الطلاب، وتعتمد الشركات الصغيرة، بما في ذلك المتاجر والمطاعم، اعتمادًا كبيرًا على إنفاقهم. لذلك، فإن انخفاض عدد الطلاب الدوليين يُلحق الضرر حتمًا بالاقتصاد المحلي.
رد الفعل العنيف للسياسة
في حين أن الهدف من تقييد عدد الطلاب الدوليين كان زيادة فرص المقيمين الكنديين، إلا أن هذه السياسة كانت لها عواقب سلبية على الكنديين أيضًا. فنظرًا لنقص الميزانية، اضطرت المؤسسات التعليمية إلى تقليص أعداد موظفيها، مما قلل بدوره من فرص العمل للكنديين. إضافةً إلى ذلك، سيؤثر تقليص البرامج وتراجع جودة التعليم على الطلاب، بمن فيهم الكنديون، مما يُضعف جودة التعليم في البلاد. إن الفوائد التي توقعها الكنديون من تقييد عدد الطلاب الدوليين محدودة، بل إن هذه السياسة تُحدث آثارًا سلبية غير متوقعة على الحياة الكندية.
نهج جديد لجذب الطلاب الدوليين
بدلاً من الحد من عدد الطلاب الدوليين، ينبغي على كندا التركيز على إيجاد سبل لتمكينهم من المساهمة بشكل إيجابي في الاقتصاد والمجتمع. ويمكن أن يكون تعزيز لوائح تأشيرات الطلاب لمنع سوء الاستخدام، أو توسيع نطاق السكن الجامعي لتخفيف مشاكل السكن، حلولاً فعّالة. علاوة على ذلك، فإن إنشاء برامج تسمح للطلاب الدوليين بالبقاء والعمل في كندا بعد التخرج من شأنه أن يعزز مساهماتهم الاقتصادية على المدى الطويل. وهذا لن يعود بالنفع على المجتمعات المحلية والاقتصاد فحسب، بل سيساعد أيضاً على منع هجرة الأدمغة من كندا.
الخاتمة: مسار للتعايش بين الطلاب الدوليين والكنديين
لعب الطلاب الدوليون دورًا حيويًا في اقتصاد كندا ونظامها التعليمي، ولا يُمكن تجاهل الأثر الاقتصادي للحد من أعدادهم. فهم ليسوا مجرد أجانب، بل جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الكندي، ومساعدتهم على تحقيق قيمة أكبر أثناء إقامتهم في كندا سيعود بالنفع على البلاد ككل في نهاية المطاف.
يجب أن تتحول سياسة كندا تجاه الطلاب الدوليين من منظور قصير المدى إلى نهج طويل المدى. الآن هو الوقت المناسب لاستكشاف سياسات جديدة تُمكّن الطلاب الدوليين والكنديين من النجاح معًا.

تعليقات